القدس العربي

مهاجر يمني يواجه الموت على الحدود البولندية بعد أكل أوراق الشجر والشرب من المستنقعات (صور)

14:57 | 09.06.2023 | غرفة الاخبار


عُثر، قبل أيام قليلة، على مهاجر يمنيّ في إحدى الغابات على الحدود البولندية البيلاروسية يعاني من البرودة الشديدة والتقيؤ والاسهال والهلوسة نتيجة أكل أوراق الشجر والشرب من مياه المستنقع، وتم اسعافه لمستشفى محلي بولندي ومن ثم تم دفعه إلى بيلاروسيا.

 ويعد هذا المهاجر واحدا من يمنيين كُثر يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر بولندا فرارا من جحيم الحرب في بلادهم بحثا عن ملجأ آمن يوفر لهم عيشا كريما.

وحسب منشور لمؤسسة Ocalenie البولندية على فيسبوك، فقد تم العثور على المهاجر اليمني البالغ من العمر أربعين عاما مستلقيا على الأرض يتلوى من الألم.. لم يستطع أن يروي قصته، إذ رواها من كانوا معه، الذين عرضوا وثائق مستشفى محلي تم نقله إليه قبل بضعة أيام، وهو مصاب بالتواء في الساق وتمزق في المفصل.

في المستشفى “تلقى توصيات ونصائح”، وحسب مؤسسة Ocalenie فقد تم دفعه إلى بيلاروسيا من قبل حرس الحدود البولندية.


واعتذرت المؤسسة، التي تعمل في مساعدة اللاجئين والمهاجرين والعائدين إلى أوطانهم، عن عرض الفيديو بسبب المشاهد المؤلمة التي شوهد فيها المهاجر في الغابة “لأنه من الصعب تحمل مشهد وصوت رجل في مثل هذه الحالة”.


وتساءلت المؤسسة البولندية في المنشور: “كم من الوقت سيبقى على قيد الحياة في الغابة دون مساعدة؟”.

وأشارت إلى أن “كل هذا لم يكن ليحدث. يكفي أن تلتزم الخدمات البولندية بالقانون”.

 البولنديون وغيرهم ممن علقوا على منشور الخبر نددوا بما وصفوه العنف وناشدوا وتضامنوا وتعاطفوا مع الحالة الإنسانية.

ويشهد اليمن حربًا منذ نحو تسع سنوات تسببت في صناعة أسوأ مأساة إنسانية من صنع البشر في العالم حسب الأمم المتحدة.


وتسببت الحرب في فرار الكثير من اليمنيين، الذين اتجهوا صوب بلدان مختلفة بحثًا عن فرصة أفضل للحياة، وقد كانت بعض بلدان أوروبا الشرقية هدفا للكثير منهم؛ ليدخلوا من خلالها إلى أوروبا، ومنها الحدود البولندية.


لم تكن الحرب وحدها كافية لصنع مأساة هجرة اليمنيين؛ إذ إن رحلاتهم صوب المهجر الاضطراري شهدت مآسي عديدة هي الأخرى؛ فقد قضى عدد منهم خلال رحلاتهم، إما غرقا في عرض البحر أو موتا من الصقيع على الحدود، وأحيانا المعاناة من الجوع في الغابات جراء انتظار طويل لفرصة لم تأت.. ومنهم مَن وقع ضحايا احتيال مهربين في بلدان عديدة.